لست أبالغ إذا قلت إنه رغم مرور37 عاما علي يوم السادس من أكتوبر1973 فإن المشهد بكل تفاصيله الدقيقة لم يبرح ذاكرتي للحظة, وكل يوم يمر يزداد يقيني بأن ذلك اليوم المشهود كان بمثابة شهادة ميلاد جديدة لمصر, وكان وساما تاريخيا يتزين به شعب مصر وجيشها مهما كان أو يكن من أحداث سابقة أو تطورات لاحقة.
لم أعد بحاجة إلي معاودة التقليب في أوراقي.. فصور الأحداث كأنها شريط سينمائي تتداعي مشاهده واحدا بعد الآخر, من خلال الإشارات التي كانت تصلنا تباعا في مكتب المتحدث العسكري الرسمي عن سير العمليات لكي تجري صياغتها في بيانات لا أظن أنه كان في تاريخ مصر بيانات مثلها زفت البشري ونشرت السعادة في نفوس مصر, وأمتها العربية بمثل ما أحدثت تلك البيانات التي لم تحو إعجازا فاق كل التقديرات, وإنما عكست صدقا لم يعتد الرأي العام علي مثله من قبل!
كانت المشاهد رائعة وجسورة ومهيبة.. الضربة الأولي التي نفذتها القوات الجوية والنيران الكثيفة التي تهدر بها مواسير المدافع المصرية الثقيلة علي امتداد خط المواجهة.. والاندفاع الجسور لأفراد المشاة بقوارب المطاط لاعتلاء الساتر الترابي, واقتحام خط بارليف.. والملحمة الرهيبة لإقامة المعابر والجسور في مواعيدها المحددة لتتمكن المدرعات من العبور للضفة الشرقية لقناة السويس لتحرم إسرائيل من شن هجومها المعتاد بالدبابات.. أسماء الشهداء تهز الوجدان, ولكن تلك هي ضريبة الدم, وعموما فإن العبور إليها قد تم علي أروع صورة ممكنة والخسائر البشرية التي لحقت بقواتنا أقل بكثير مما توقعنا, بينما الخسائر التي أصابت الإسرائيليين تتجاوز كل تقديراتهم وتوقعاتهم!
بعد أقل من24 ساعة فقط من بدء الحرب كان جيش مصر قد نجح في كسر أسطورة التفوق الجوي لإسرائيل وتعطيل مقدرتها التكنولوجية الهائلة وتحطيم غرور العسكرية الإسرائيلية, واستدراج الإسرائيليين نحو أوضاع متتالية تكشف نقاط ضعفهم بدءا من طول خطوط الإمداد واتساع ساحات المواجهة والإحساس بالجزع القاتل من الخسائر البشرية الكبيرة.
وغدا نواصل الحديث..
لم أعد بحاجة إلي معاودة التقليب في أوراقي.. فصور الأحداث كأنها شريط سينمائي تتداعي مشاهده واحدا بعد الآخر, من خلال الإشارات التي كانت تصلنا تباعا في مكتب المتحدث العسكري الرسمي عن سير العمليات لكي تجري صياغتها في بيانات لا أظن أنه كان في تاريخ مصر بيانات مثلها زفت البشري ونشرت السعادة في نفوس مصر, وأمتها العربية بمثل ما أحدثت تلك البيانات التي لم تحو إعجازا فاق كل التقديرات, وإنما عكست صدقا لم يعتد الرأي العام علي مثله من قبل!
كانت المشاهد رائعة وجسورة ومهيبة.. الضربة الأولي التي نفذتها القوات الجوية والنيران الكثيفة التي تهدر بها مواسير المدافع المصرية الثقيلة علي امتداد خط المواجهة.. والاندفاع الجسور لأفراد المشاة بقوارب المطاط لاعتلاء الساتر الترابي, واقتحام خط بارليف.. والملحمة الرهيبة لإقامة المعابر والجسور في مواعيدها المحددة لتتمكن المدرعات من العبور للضفة الشرقية لقناة السويس لتحرم إسرائيل من شن هجومها المعتاد بالدبابات.. أسماء الشهداء تهز الوجدان, ولكن تلك هي ضريبة الدم, وعموما فإن العبور إليها قد تم علي أروع صورة ممكنة والخسائر البشرية التي لحقت بقواتنا أقل بكثير مما توقعنا, بينما الخسائر التي أصابت الإسرائيليين تتجاوز كل تقديراتهم وتوقعاتهم!
بعد أقل من24 ساعة فقط من بدء الحرب كان جيش مصر قد نجح في كسر أسطورة التفوق الجوي لإسرائيل وتعطيل مقدرتها التكنولوجية الهائلة وتحطيم غرور العسكرية الإسرائيلية, واستدراج الإسرائيليين نحو أوضاع متتالية تكشف نقاط ضعفهم بدءا من طول خطوط الإمداد واتساع ساحات المواجهة والإحساس بالجزع القاتل من الخسائر البشرية الكبيرة.
وغدا نواصل الحديث..